المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير التلخيص الأخير

أشهد الله تعالى أني قرأت المادة العلمية بتدبر وتفكر وقمت بتلخيصها بنفسي و الله على مااقول شهيد
حجة الوداع

اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرات كلهن في ذي القعدة إلا عمرته
التي مع حجته ، وقد مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشره،
وانطلق عليه السلام من المدينة بعدما ترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه هو و
أصحابه ، وأ÷ل عليه السلام من المدينة بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا
شريك لك لبيك إ، الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك و أهل الناس بهذا،
ولقد أتى جبريل عليه السلام فقال إن الله يأمرك أن تأملا أصحابك أن يرفعوا
أصواتهم بالتلبية و الإهلال ، ولقد حاضت عائشة رضي الله عنها فأخذت تبكي
فقال لها عليه السلام اقضي مايقضي الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي
، ولما وصل عليه السلام البيت الحرام بدأ بالحجر فاستلمه وفاضت عيناه
بالبكاء، وطاف البيت مضطبعا وعليه برد، ورمل ثلاثا ومشى أربعا وكان لا يدع
أن يسلم الركن اليماني و الحجر في كل طوفه ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه
السلام وجعل المقام بينه وبين البيت و قرأ في الركعتين "قل ياأيها
الكافرون" و "قل هو الله أحد"،ثم خرج من الباب إلى الصفا ولما دنا قرأ "إن
الصفا والمروة من شعائر الله" ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في
بطن الوادي سعى وكان إزاره يدور به من شدة السعي.
*دخول العمرة في الحج
وكان عليه السلام لم يحل لأجل بدنه قلدها و أمر الناس أن يجعلوها عمره و
أن يحلو من إحرامهم فمن ليس معه هديا فليحل ويجعلها عمره ومن كان معه هديا
فليهل بالحج مع العمرة ثم لا إلا يحل منها جميعا فأحل الناس بعدما طافوا
بالبيت و الصفا والمروة ثم طافوا طواف آخر بعدما رجعوا من منى و أما من
كان مع النبي فإنما طافوا طوافا واحدا فسألت حفصه النبي مالك لم تحل كما
احل الناس فقال عليه السلام إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر،
ثم اكمل باقي أعمال الحج الوقوف بعرفة وخطب بالناس خطبه بين لهم فيها كثير
من مما أمر الله به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وستوصى بالنساء
خيرا وأشهدهم على ذلك.
وركب عليه السلام أتى المزدلفة وصلى المغرب و العشاء بأذان واحد وإقامتين
، واستأذنت سودة بنت زمعة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
، تدفع قبله فأذن لها وبعدها أتى عليه السلام المشعر الحرام و استقبل
القبلة و دعا ربه .
ولما أتى عليه السلام وادي محسر فدفع حتى استوت به الأرض ثم سلك الطريق
الوسطى التي تخرج على الجميرة الكبرى ورمى عليه السلام جمة العقبة من بطن
الوادي سبع حصيات ولم يقف يكبر مع كل حصاه وخطب عليه السلام يوم النحر
بمنى على ناقته وكان يقول خذوا مني مناسككم فإني لا أدري لعل لا أحج بعد
حجتي هذه ثم انصرف إلى المنحر فنحر بيده ثلاثا وستين بدنه، وحلق طائفه من
أصحابه وقصر بعضهم وبعدها رجع إلى منى مكث بها ليالي أيام التشريق يرمي
الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة سبع حصيات يكبر مع كل حصاة وخطب النبي صلى
الله عليه وسلم بالناس بمنى ونزلهم منازلهم وودع عليه السلام الناس وقال
هذا يوم الحج الأكبر وطاف عليه السلام طواف الوداع حول الكعبة على بعيره،
ثم خرج عليه السلام من مكة راجعا إلى المدينة.
وبعد قدومه عليه السلام من حج بيت الله الحرام ألقى عصر الترحال يتلقى في
آخر الليالي و الأيام سكرات الموت وكربات الحمام، وكان عليه السلام يعتكف
في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما ،
وكان جبريل يعارضه القرآن كل عام مره و في العام الذي قبض فيه مرتين، و
قبل وفاته عليه السلام زار البقيع يستغفر للأموات ، ولما اشتد به المرض
كان عند عائشة رضي الله عنها وتقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في
مرضه الذي مات فيه : يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر
فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم وكان عليه السلام إذا اشتكى نفث
على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده ، وبعث عليه السلام في مرضه بعثا و أمر
عليهم أسامه بن زيد، ولقد مر أبابكر والعباس رضي الله عنهما على الأنصار
فكانوا يبكون فلما سألهم العباس عن السبب قالوا ذكرنا مجلس النبي صلى الله
عليه وسلم فأخبر النبي بذلك فخرج لهم وكان ذلك آخر مجلس جلس فيه النبي صلى
الله عليه وسلم وصلى بهم، وقبل وفاته أوصى بثلاث فقال : أخرجوا المشركين
من جزيرة العرب و أجيزوا الوفد بنحو ماكنت أجيزهم وسكت عن الثالثة، وحذر
عليه السلام من اتخاذ القبور مساجدا، وكانت عامة وصيته حين حضره الموت
الصلاة ، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهامات النبي صلى الله عليه
وسلم بين سحري ونحري وفي دولتي لم أظلم فيه أحد فلما خرجت نفسه،لم أجد قط
ريحا أطيب منها ، فمن سفهي وحداثة سني أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض
وهو في حجري، ثم وضعت رأسه على وساده ، فلا أكره شد الموت لأحد أبدا بعد
النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما توفى عليه السلام خرج أبا بكر رضي الله عنه إلى المسجد وعمر بن
الخطاب رضي الله عنه يخطب الناس ويتكلم ويقول إن رسول الله لم يمت و لكن
ربه أرسله كما أرسل إلى الموسى مكث عن قومه أربعين ليلة فقال أبا بكر أيها
الحالف على رسلك أجلس ياعمر فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فإن
محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت إن الله عز وجل يقول
:"إنك ميت و إنهم لميتون"، فشج الناس يبكون ،وقد غسل عليه السلام وعليه
ثيابه بعدما اختلفوا في ذلك ، حتى كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من
هو أن اغسلوا النبي وعليه ثيابه وقد دفن عليه السلام موضع فراشه،تقول
عائشة رضي الله عنه توفى النبي يوم الإثنين ودفن ليلة الأربعاء وكان عليه
السلام ابن ثلاث وستين ومات عليه السلام وماترك دينارا ولا درهما و لا
عبدا و لا أمة إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه و أرضا جعلها لا
بن السبيل صدقة وكان صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يقتسم ورثي دينارا
ماتركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة